I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It's easy.
Small Title
![xThinkstockPhotos-598679922-640x213.jpg,](https://static.wixstatic.com/media/84337b_2c3b7ef97c334ccdbef0504ae56979fe~mv2.jpg/v1/fill/w_895,h_298,al_c,lg_1,q_80,enc_avif,quality_auto/xThinkstockPhotos-598679922-640x213_jpg%2C.jpg)
I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It's easy.
دائما تأتينا الفرحة ناقصة تشوبها المنغصات بعد أن كنا نضيء الدنيا أملاً، فما بال الحياة تهدينا أوجاعا لم تكن أبدًا في الحسبان. عدنا إلى البيت قادمين من المستشفى نحمل معنا قطعة من الروح، وفردا جديدا أضاف للعائلة البهجة.. طفلا على هيئة ملاك أسميناه مجدي، ولكن بعد خمسة أيام لاحظنا أن طفلنا أصيب باليرقان المتعارف عليه لدينا بمصطلح ( الصفار). توقعنا أن الأمر طبيعي وأن معظم الأطفال حديثي الولادة يصابون بهذا المرض والذي يؤثر عليهم بطريقة ليست بالسيئة ولكن عند مجدي، كان الأمر مختلف، فقد أخبرنا الطبيب أن درجة اليرقان لديه عالية جدا وأنه يحتاج لإدخاله للمشفى، حيث كانت الصدمة الاولى، نتيجة الفحوصات كانت سيئة جدا لدرجة اضطررنا لإعادة الفحص أكثر من مرة وفي أكثر من مكان لعل وعسى أن نجد ضالتنا في مكان آخر.
ولكن ما حدث هو أننا كنا نصطدم بنفس النتيجة السيئة في كل مرة وأصبحت أصابع الاتهام توجه لي ولزوجي بأننا السبب في تدهور حالة طفلنا.. عشنا أوقاتا صعبة لم تكن تعتقد أننا سنعيش الأسوأ بعد ..
| رحلة العلاج الأولى
بدأ الخوف يتسلل الى داخلي حيث أن كل من حولي من الأطباء والممرضين المشرفين على حالة طفلي بحالة تكتم على وضعه ما زاد خوفي بسوء حالته. بدأوا يتحدثون أمامي باللغة الانجليزية التي على غير علمهم كنت أفهمها من خلال دراستي وبدأت ألتقط بعض الاحاديث من هنا وهناك عن حالة طفلي، فبعضهم توقع أن يصاب طفلي بتلف دماغي أو فقدان للسمع أو البصر ما جعلني في حالة انهيار عصبي، بدأت خلالها بالبكاء والصراخ ولم يخرجني من حالتي سوى زوجي الذي بدأ يهديء من روعي شيئا فشيئا الى أن استعدت صوابي. إلا أن حالة طفلي بدأت بالتراجع كثيراً وبدأت تظهر عليه أعراض على جسمه بسبب وضعه السيء ما جعل الأطباء يتخذون اجراءات أكثر صرامة في علاجه، انتهت باستبدال دم جسمه بالكامل. بدأ مجدي يستجيب للعلاج شيئا فشيئا وبدأ الصغير يتحسن. وصلتنا أخبار من الطبيب ان دماغه سليم وأن بصره بخير، بقيت حاسة السمع التي لم ندرك من فرط فرحتنا أنها ستكون التحدي الكبير لنا في أيامنا القادمة.
هي الحياة إذا ... وجعٌ وأمهات !!
بعد فترة ليست بالطويلة اكتشفت أن طفلي لديه قصور بالسمع ما جعلنا نتجه لإجراء فحص السمع لديه وكانت النتيجة سلبية بحيث كانت نسبة العجز بكل اذن ما يقارب الـ٩٠٪، الأمر الذي جعلني ادخل في دوامة من التساؤلات والبحث عن حلول حيث أخبرتني الطبيبة المسؤولة عن طفلي أنهم سيقومون بعد فترة بوضع سماعات لمجدي وكانت غير مضمونة أنها ستوفي بالغرض وستعيد السمع لطفلي.
ضاقت بي الدنيا بما رحبت ولم يبقى أمامي سوى حضن أمي ووجه أمي ونبرة الهدوء والسكون في كلمات أمي. توجهت إليها حاملة طفلي وأجُر ورائي كل هموم الأرض وأحزانها. تلك الوحيدة القادرة على إخراجي من نفق الخوف وكهف الظلام المليء بالأسئلة دون إجابة. تلك التي انجبتنا وكانت مسؤولة عن علاج أختين لي أصيبتا بالثلاسيميا.. فكانت هي عنواني ومقصدي لتعيد رسم الطريق لبوصلتي وهي أن أرمي كل الهموم جانبا وأبدًا بالبحث عن حلول لطفلي.
![148922086_515828209392926_84733922865584](https://static.wixstatic.com/media/84337b_9d4b7d0ec315470d83778fbc31ac9d36~mv2.jpg/v1/crop/x_43,y_165,w_452,h_562/fill/w_308,h_383,al_c,q_80,usm_0.66_1.00_0.01,enc_avif,quality_auto/148922086_515828209392926_84733922865584.jpg)
| طريق نا إلى المجهول
أكمل مجدي ستة أشهر من عمره وبعد البحث الطويل والتقصي عن أفضل مكان لعلاج طفلي اهتدينا لطبيب في منطقة بيت لحم وهي بعيدة عن مكان سكننا في مدينة نابلس ، ولكن لم تكن المسافة عائقا أمام هدفي للحصول على علاج لطفلي. بعد عدة زيارات للطبيب قمنا بوضع سماعات أذن لمجدي على أمل أن يستعيد سمعه لكن دون جدوى..! وخلال هذه الفترة كبر مجدي دون أن يكون كباقي الأطفال، فلم يحبو، ولم يقف ، ولم يمشِ . قمت بعرضه على طبيب وأوصانا بالعلاج الطبيعي من مساجات مؤلمة لطفلي الغير ناطق والفاقد لحاسة السمع. فلكم أن تتخيلوا الكم الهائل من الضغط النفسي الذي عانيته كأم بسبب وضع طفلي ولكنني كنت صامدة ومصممة على المضي قدما من أجل تحسين حالته. وبعد فترة من العلاج بدأ مجدي القوي يستجيب وبدأ بالوقوف واستطاع أن يمشي، وهنا كان علينا أن ننتقل لمرحلة زراعة القوقعة. بدأنا رحلة السؤال مرة أخرى وأخرى، علنا نهتدي لطريقة نستطيع بها أن نزرع قوقعة لطفلنا وينتهي الكابوس .. ولكن !
رب صدفة خير من ألف ميعاد!
لم نترك بابا الا وطرقناه للسؤال عن طريقة أو جهة تساعدنا في زراعة قوقعة طفلي سواء داخل فلسطين أو بالأردن لكن دون جدوى! وشاء القدر أن تجتمع أختي بأحد الأصدقاء الذين يساعدون الأطفال لزراعة القوقعة.. وفعلا عن طريقهم استطعنا فعل ذلك.. ظناً منا أن كل أيام التعب والخوف والانتظار انتهت. بعدها بفترة ، بدأ يظهر على مجدي أعراض أخرى لم نعرف سببها أو ماذا تكون لنعود أدراجنا الى مرحلة التشخيص من جديد. علمنا أنه مصاب باضطراب طيف التوحد الذي لم نسمع عنه ولم نكن ندري ما هو أو ما هي طبيعته، تعرفت خلال تلك الفترة على رابطة " أبطال التوحد فلسطين " التي وجدت فيها ضالتي وتعرفت على الكثير من الأمهات اللواتي يعانين ويخضن نفس المعركة بعد أن كنت اعتقد أنتي الوحيدة التي تعاني في هذا العالم.
ضوء أمل انتزعناه من قلب الأمل بعد أن تعرفت على الرابطة والقائمين عليها، بدأت أحلامي وآمالي تكبر كثيرا ، فكان عندي أمل أن أرى طفلي يذهب الى المدرسة ومعه مرافقته الشخصية والتي لم نكن كعائلة محدودة الدخل قادرين على توظيفها، لكن الله يبعث لك الفرج على هيئة بشر لم تكن تدرك أنهم سيتركون بصمة في حياتك الى الأبد.
ذهب مجدي الى المدرسة، ومعه مرافقته الشخصية بمساعدة أعضاء الرابطة والقائمين عليها ، استطعن أن يوفرن له معملة ظل ولعدد من الأطفال عن طريق وزارة التربية والتعليم. تطور وضع مجدي كثيرا بالكتابة والقراءة والكلام ولا زال في حالة تطور وتحسن بحمد الله وفضله. لم أكن يومها اتخيل أن هاذا الكائن الذي يراه من حوله ضعيفا سيثبت لهم أنه قوياً كما الجبال ، مصمماً على المضي قدماً رغماً عن كل المعيقات... لن أنكر فضله بتغيير حياتي وصقل شخصيتي الى الأبد