لقد حان وقتها لتأخذ دورها في حياتي وتفتحت عين ثالثه من الامل في قلبي وأعدتُ ترتيب أوراقي ووقفت صلبه وقررت البدء في المسير.

جاء موعد الطبيب أذكر يومها أن أمي رافقتني كنوع من الدعم وكوني أذهب للمره الاولى الى هذا المكان. وصلنا رام الله و وصلنا الى بداية المشوار.. وصلنا الى وقت الحقيقه.. قمنا بانهاء الاجراءات الروتينيه من التسجيل وبدأنا بانتظار وقت الدخول الى الطبيب، كنت أنظر حولي .. يا الهي! هل كل هؤلاء يعانون!؟ ما هذا العالم المريض؟
لم يستطع يامن الهدوء كان يتحرك بكل مكان يركض هنا وهناك لافتاً أنظار الجميع، وأنا بطبيعة الحال كنت خلفه أحاول ضبط سلوكه الذي زاد عن حده.  مرَّ بعض الوقت المُتعب والثقيل قبل أن سمعتُ إحدى الممرضات تقول: " يامن، جاء دورك!". أخذت نفساً عميقاً وتوجهنا الى غرفه الطبيب الذي كان صريحاً بطريقة يظنها ودوده عندما رأى يامن بعضاً من الدقائق حيث قال لي هذا الطفل به كل أعراض التوحد!

مرةً أخرى هذه الكلمه اصبحت بغيضةً أتخيلها وحشاً يريد التهام طفلي، استجمعت نفسي وبدأت اسأل عن الكثير من الامور لعلّي أجد خيط ضوء بين الاجابات الثقيله ولو كان باهتاً عندما سمعت منه كلمه توحد مكتسب.  اذكر أنني وقتها أصابني  شيء من الغبطة الداخليه حيث بدأت أحلل هذا المصطلح واقول في نفسي كونه مكتسب اذاً عند اختفاء المحفز سوف يختفي أيضا،  حيث أوصاني الطبيب أن أُبعد يامن عن الشاشات نهائياً كونها عامل مساعد وتخفيفها سوف يؤدي الى التحسن.  وأخذنا موعد آخر وخرجت مع هذا الامل البسيط ووصفة دوائية من حماستي قمت بصرفها لأبدأ مشوار علاج يامن من التوحد .. مع يقيني بأن هذا لن يكون الموعد الاخير عند الطبيب لتبدأ سلسه زيارات اخرى وتحديات جديدة.