I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It's easy.
Small Title
I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It's easy.
| أيام مضت..
أصعب الأيام تلك التي قضيتها في السفر، عندما سافرت الى السعودية في الباص وكانت الطريق تستغرق قرابة ٢٠ ساعة، تلك الساعات كانت الأصعب بسبب صراخ مهند طوال تلك الساعات ولم يكن يهدأ إلا عند النوم، فلكم أن تتخيلو حجم المعاناة التي كنا بها في تلك اللحظات وكمية الإنزعاج لدى المسافرين الذين كانوا برفقتنا .. ونظراتهم لنا وتساؤلاتهم التي لم تنتهي ..
عدا عن الشتائم ..!
في ذلك الوقت لم أكن أعلم ان هذه السلوكيات كانت بسبب تحسسه من الأصوات العالية وخوفه من المثيرات الخارجية ، لكني أدركت كل ذلك بعد فترة من الزمن ..
| التخلص من الحساسية
في الحقيقة كان الأمر صعبا جدا ، لأني لم أكن على علم بكيفية التعامل مع هذه المشكلة، ولكن دافع الامومة الذي بداخلي كان يلهمني أن طفلي لديه مشكلة وانا الوحيدة القادرة على مساعدته .. فكنت أتعامل معه بكل هدوء عند حدوث حالة الانهيار والصراخ، وأحاول تهدئته بالحضن والتقبيل ، لا أنكر أنه كان في البداية يقاوم أي محاولة مني لتقبيله او الاقتراب منه، وكان يركلني ويزيد بالصراخ.. لكن مع الوقت كان يهدأ تدريجيا، ويعود الى طبيعته.
في الأماكن العامة كان الامر صعبا للغاية، لان الناس كانوا يقفون ينظرون إلينا نظرات التعجب والغضب ويتهمونه بـ ( قليل الادب والدلوع ...)، في البداية كنت أصرخ على مهند وأخجل وأحاول الخروج من المكان بأسرع وقت، لكن بعد ذلك أصبح لدي قناعة أن طفلي لديه مشكلة حسية ويجب أن أعالجها دون الاهتمام أو الاكتراث لنظرات الناس أو كلماتهم الجارحة .. وصرت أعمل جهدي في الاهتمام به وتهدئته دون الاهتمام بكلام الناس .
كان علاج هذه الحساسية بتعريضه لهذه الاصوات والأماكن مرارا وتكرارا .. ليس دفعة واحدة ولكن بالتدريج، حتى اصبح ابني مهند الآن قادرا على تحمل أي صوت مهما كانت شدته ، وأصبح التسوق أكثر متعة بالنسبة له.
لذلك انا لست مع الرأي الذي يعطي الحل بارتداء السماعات التي تخفف حدة الصوت، لأنها على المدى البعيد سوف تكون ملازمة للطفل طيلة حياته لأنه اعتاد عليها ولم يعتد على الاصوات بطبيعتها ويتأقلم معها.
| نصيحتي لكم
وهنا سوف اقدم مجموعة نصائح للأمهات في كيفية التعامل مع هذه المشكلة التي يواجهونها مع اطفالهم، ليس من خلال تجربتي فقط.. بل بعد الدراسة والتعلم والتعمق والبحث في طرق العلاج العلمية المستخدمة مع المشكلات الحسية والسلوكية:
| تهيئة طفلك : قبل الخروج من المنزل دائما قومي بتهيئة طفلك بإخباره عن المكان الذي سيذهب إليه قبل فترة من الزمن، واعرضي عليه صور للمكان ان وجد او فيديو مع الشرح عنه حتى يتهيأ الطفل نفسيا انه ذاهب الى هذا المكان.
| تجاهلي الناس: لا تقلقي ولا تهتمي من نظرات الناس لكم، واجعلي كل اهتمامك بطفلك، واذا حدث وتدخل أحدهم أخبريه أن طفلك مصاب بالتوحد وأنك سوف تعملين على تهدئته ولا داعي لأن يتدخل أحد ، وحاولي إبعاد طفلك عن المكان حتى يهدأ، وتجنبي الصراخ عليه او ضربه.
| الاستعانة بما يحب: اجعلي معك دائما أشياء محببة للطفل حتى تستخدميها لإشغاله أو تهدئته في حالة انزعاجه من أي صوت أو مثير.
| التوقيت: عند أخذه للسوق في البداية اختاري الأوقات التي يكون فيها السوق ليس مزدحما، ثم تدريجيا مع الوقت سيعتاد على الاماكن حتى لو كانت مزدحمة.
| الدمج : ادمجيه في الأنشطة مع الأطفال وحاولي في البداية أن تختاري أنشطة محببة له وبها عدد قليل من الاطفال، وتدريجيا سوف يعتاد.
| عرِّضي طفلك لمختلف الأصوات، مثل السشوار المكنسة الكهربائية الخلاط الغسالة، بدرجات متفاوتة واستخدمي طريقة التدريج في رفع الصوت او تقريبه من الطفل حتى يعتاد عليه تدريجيا، وفيما يلي برنامج مقترح لشرح هذه الطريقة:
| أولا: تقييم السلوك
في البداية قومي بتقييم السلوك، تعرفي على الأصوات التي يتحسس منها طفلك و سجليها علي شريط يمكن إعادة تشغيله بدرجات صوت متفاوتة، بحيث يمكن تشغيله أولاً من صوت منخفض يكاد يكون مسموع و بالتدريج نصل للدرجة التي يتحسس منها الطفل و هي الدرجة التي يظهر علي الطفل ملامح انه متضايق و منزعج من الصوت أو يمكن أن تظهر عليه حركات ردة فعل جسدية كوضع اليدين على الأذنين .
| ثانياً: خطة التدخل العلاجية
| خطوات التدخل العلاجي
-
أجلسي طفلك في مكان محدد من الغرفة و ضعي شريط التسجيل في الجهة المعاكسة لطفلك.
-
قدمي لطفلك شيئاً مفضلاً لديه ليأكله.
-
اثناء تناول الطفل لهذا الشئ المحبب جدا له ، شغلي شريط التسجيل بحيث يكون الصوت مسموع للطفل و لكن ليس بالدرجة التي تضايقة .
-
ابقي الشريط شغالا و الطفل يتناول طعامه ، حتى اذا انتبه إلى الصوت اثناء تشغيله أبقي الشريط شغالا إلى ان يتناسى الموضوع و يعود لتناول طعامة .ثم قومي برفع الصوت تدريجيا، ارفعي صوت التسجيل درجة و لاحظي ردة فعل الطفل .ابقي الشريط شغالا و انتظري حتى يعود الطفل ليتناول طعامه المفضل و يتناسى وجود الصوت من حوله.
التدرج في رفع الصوت مهم جداً ، لأنه حتى و لو كان الطفل يتناول طعاما مفضلا لدية في حال ارتفع الصوت للحد الأعلى مرة واحدة سيصاب بنوبة غضب و صراخ بسبب تحسسه من الصوت، لذا التدرج سيساعده في التكيف و التعود على الصوت، واستخدام نوع الطعام المفضل لديه سوف يخدمنا هنا كثيرا في جلب انتباه الطفل لشئ محبب له ليتناسي شئ يتضايق منه.
بالتدريج ستصلين إلى الحد الذي يضايق الطفل و لكنه لن يتضايق لانك تصلين لهذا الحد بالتدريج، و بالتدريج يتعود الطفل على الصوت و يتحمله، و عند الوصول للدرجة التي تضايق الطفل لا ترفعي الصوت اكثر .
هذا البرنامج يمكن تطبيقه مع جميع انواع الفوبيا او المخاوف التي تنتاب الاطفال مثل الخوف من الظلمة او الحيوانات او الشخصيات الكرتونية. الهدف هنا إشغال الطفل بشيء يحبه كثيرا و التدرج في عرض الشئ الذي يخاف منه تدريجيا حتي يتلاشي خوفه.
عندما كان إبني مهند صغيرا كانت لديه حساسية كبيرة جدا من الأصوات العالية والمثيرات الخارجية، وكان يعبر عن هذه الحساسية بنوبات صراخ هستيري وإيذاء نفسه أحيانا بضرب رأسه بالأرض أو رمي نفسه على الأرض مع الركل والصراخ .. وهذه المشكلة موجودة عند معظم أطفال التوحد، و من المعروف أن محاولة تخليص الطفل من هذه الحساسية الزائدة تجاه الاصوات ليست سهلة و تحتاج الي وقت و جهد وصبر شديد.
| صراخ وبكاء متواصل
بالنسبة لابني مهند لم يكن الامر سهلا ابدا، فلقد كان منذ صغره يستيقظ من نومه في كثير من الأحيان بسبب الأصوات الخارجية التي كانت بالنسبة لنا عادية ولا تثير انتبهانا، وكان يصرخ ويختبأ خلفي عند مرور سيارات في الشارع أو شاحنات لها صوت مرتفع، وحتى في المنزل يصرخ عند سماع اي صوت مرتفع مثل الخلاط أو السشوار أو المكنسة الكهربائية.. وكان التسوق بالنسبة لي كابوس إذا اصطحبت ابني مهند معي، لانه كان يرمي نفسه على الارض ويصرخ صراخا هستيريا .